أَمِنْ رَسْمِ أَطْلاَلٍ بِتُوضِحَ كَالسّطْرِ ... فَمَاشِنَ مِن شَعْرٍ فَرابيةَ الجَفْرِ
إلى النّخْلِ فالعَرجَينِ حَوْلَ سُوَيقَةٍ ... تَأْنَسُ في الأُدمِ الجَوَازيءِ والعُفْرِ
قِفار ٍوقد تَرعَى بها أُمُّ رَافِعٍ ... مَذَانِبَها بَيْنَ الأسِلّةِ والصّخْرِ
وإذ هِيَ خَودٌ كالوَذِيلَةِ بادِنٌ ... أسيلَةُ ما يَبدو من الجَيْبِ والنَّحْرِ
كَمُغْزِلَةٍ تَغذو بِحَوْمَلَ شادِناً ... ضَئِيلَ البُغَامِ غَيْرَ طِفلٍ ولا جأرِ
طَبَاها مِنَ النّاناتِ أو صَهَواتِها ... مَدَافعُ جُوفا فالنّواصِفِ فالحَتَرِ
إذا الشّمسُ كَانَتْ رَتْوَةً من حِجابِها ... تَقَتها بأطرافِ الأراكِ وبالسِّدْرِ
فَيَا رَاكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبَلّغَنْ ... عَقِيلاً إذا لاَقَيْتَها وأَبَا بَكْرِ
بِأَنّكُمُ مِنْ خَيْرِ قَوْمٍ لِقَومِكُم ... على أنّ قَولاً في المَجَالِسِ كالهُجَرِ
دَعُوا جَانِباً أنّا سَنَنْزِلُ جَانباً ... لَكُم واسِعاً بَيْنَ اليَمَامَةِ والقَهْرِ
كَأَنّكُمُ خَبَرْتُمُ أو عَلِمْتُمُ ... مَوَاليَ مِمّنْ لاَ يَنَامُ ولا يَسرِي
كَذَبْتُمُ وَبَيْتِ اللَّهِ حتى تُعالجوا ... قَوادِمَ حَربٍ لا تلِينُ ولا تَمري
وَنَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوادَةَ بَيْنَها ... وَنَعْصي الرّماحَ بالضيّاطِرَةِ الحُمر
فَلَسنا بِوَقّافِينَ عُصلٍ رِمَاحُنا ... وَلَسْنَا بِصَدّافِينَ عن غايةِ التَّجْرِ
وإنَّا لِمَنْ قَوْمٍ كِرامٍ أَعِزّةٍ ... إذا لَحقَتْ خَيْلٌ بِفُرْسَانِها تَجْري
وَنَحْنُ إذا ما الخَيْلُ أَدْرَكَ رَكْضُهَا ... لَبِسنا لها جِلَدَ الأسَاوِدِ والنَّمْرِ
لَعَمري لَقَدْ أُخْبِثتُمَا حِينَ قُلْتُما ... لَنَا العِزُّ والمَوْلَى فأَسرَعْتُما نَفرِي
أَبي فارُِس الضّحياءِ عَمرُو بنُ عَامِرٍ ... أَبَى الذّمَّ واخْتَارَ الوَفَاءَ على الغَدْرِ
وإنّي لأشقَى النّاسِ إن كُنتُ غَارِماً ... لِعَاقِبَةٍ قَتلى خُزَيْمَةَ والخَضْرِ
أُكَلَّفُ قَتْلى مَعْشَرٍ لَسْتُ مِنْهُمُ ... ولا أنا مَوْلاَهُم ولا نَصْرُهم نَصْرِي
يَقُولُونَ دَعْ مَوْلاَكَ نَأْكُلْهُ بَاطِلاً ... ودعْ عَنْكَ ما جرّتْ بُجَيْلَةُ مِنْ عُسْر
أُكَلَّفُ قتلى العِيصِ عيصِ شَواحِطٍ ... وذلك أمرٌ لا يُثفي لَكُم قَدْرِي
وقَتلى أَجَرّتْها فَوَارِسُ ناشِبٍ ... بأزْنم خُرصانِ الرُّدَيْنيّةِ السُّمْرِ
فَيَا أَخَوَيْنَا مِنْ أَبِينَا وَأُمّنَا ... إليكُم إليكُم لا سَبيلَ إلى جَسْرِ